حين تكتشف
أن الزمان ليس زمانك
وأن المكان ليس مكانك
والإحساس ليس إحساسك
وأن الأشياء من حولك لم تعد تشبهك
وأن مدن أحلامك ماعادت تتسع لك
عندها ... لا تتردد وارحل بلا صوت
وعند الرحيل
لا تضيع وقتك في البحث في أحشاء اللغة
لإنتقاء كلمات الحب أو الإعتذار أو الوداع
فكل الكلمات التي تولد لحظة الفراق
إنما هي مجرد محاولات فاشلة
لتبرير وتفسير هروبك .. وضعفك
وعند الرحيل أيضا
يغلق البعض في وجهك كل أبواب الرحيل
كي يمنعك من الرحيل
لأنه يحبك
والبعض يعترف لك بحبه عند الرحيل ...
كي يبقيك معه
ويكتشف البعض الآخر
أنه يحبك بعد الرحيل
فيحترق ويحرقك باكتشافه المتأخر
وتأكد .. مهما كان لون
أو شكل حجم صمتك عند الرحيل
فلرحيلك صوت قد تسمعه كل الكائنات
لكنه لن يؤلم أبدا
ولن يصل الا لآولئك الذين يشكل لهم
وجودك شيئا من الوجود
آخر الهمس
البعض ...يشتري إحساسك ... لآنه يحبك
والبعض الآخر ... يبيع إحساسك ... لآنك تحبه