تحقيق- حسام الهندي
لفتت أحداث الجامعات المصرية مؤخرًا نظر القاصي والداني وحازت على اهتمام ليس وسائل الاعلام فقط، وإنما تجاوزتها إلى رجل الشارع العادي الذي كان يترقب ما ستسفر عنه تجاوزات الحكومة ضد الطلاب والتي بدأت بمنع الطالبات المنتقبات من السكن في المدينة الجامعية، وتصريحات رئيس جامعة حلوان ضد النقاب والمنتقبات، ومرورًا بالانتخابات الطلابية والتدخل الأمني السافر فيها واعتقال للطلاب، وأخيرًا الحدث الذي رصدته كافة وسائل الاعلام، وهي انتخابات الاتحادات الحرة أو البديلة، إلا أنه وفي وسط كل هذه الأحداث الساخنة فإن هناك طلابًا ينطبق عليهم المثل الشائع "ودن من طين وأخرى من عجين".
فرغم سخونة الأحداث داخل أسوار الجامعة والتي وصلت حد اقتحام سيارات الأمن المركزي لحرم جامعة القاهرة لم يعر هؤلاء الطالب بالاً لما يجري، فبعضهم فضَّل الاهتمام بالدراسة ولا شيء سواها والآخر وجد في التنزه بالحدائقِ أو الجلوس في الكافتيريات المنتشرة داخل الجامعات حياةً أفضل، وهو ما دفعنا إلى الاقتراب منهم ومحاورتهم عن أسباب "تكبير الدماغ" التي باتت شعارهم المفضل داخل الجامعة وخارجها.
في البداية اقتربنا من طالبٍ عرَّف نفسه بأنه حسام مجدي ومعه زميلته أميرة عبد الكريم وكانا يجلسان في إحدى الكافتيريات ويلعبان الكوتشينة، وعندما سألتهما عن الأحداث التي تمرُّ بها الجامعة بادرني حسام قائلاً: "نعم بالطبع فيه شباب عاملين يافطة جامدة بمناسبة فوز الأهلي بكأس أفريقيا وهناك أيضًا دورة لكرة القدم بالجامعة"، ثم استكمل في ثقةٍ بأنه طالبٌ له نشاط ويعرف ما يجري بالجامعة، كل صغيرة وكبيرة، وهو في كل أنشطةِ كليته وفي أي مصلحةٍ تأتي من الاتحادِ؛ يعني أي عائدٍ مادي.
وعندما سألته عمَّا يقصد بالمصلحة؟! قال متعجبًا من سؤالي: إنها الرحلات لدريم بارك والمعسكرات ذات الأسعار الزهيدة التي نذهب فيها على نفقة الكلية أو الجامعة، وأيضًا الدورات الرياضية المختلفة (قدم- يد- سلة- طائرة) فسألته: وهل تلعب كل هذه الرياضات؟ فقال بصراحة: "أنا لا ألعب كل الألعاب، ولكن أذهب حتى آخذ فلوسًا على الدورة وأيضًا هناك ملابس رياضية كاملة تُوزَّع علينا مجانًا، وفي بعضِ المرات تكون هناك ندوة أو محاضرة فتطلب منا إدارة النشاط أن نشارك فيها "عشان" العدد، فيعطونا أوشحة وبادجات ونكون ممثلين لاتحادِ الكلية!!.
الطلاب السبب
زميلته أميرة قالت إنَّ النشاطَ في الجامعة موجود لكن المشكلة أنَّ الطلابَ الذين يقومون بالمظاهراتِ هم السبب في وقفه؛ لأنهم يريدون التحكم في الجامعة؛ ولذلك تخشى الإدارة أن تقوم بأي نشاطٍ حتى لا يدخلوا فيه، وتضيف أن ما يحدث لهم من اعتقالٍ أمر عادي لأنهم هم الذين يدخلون عش الدبابير بأنفسهم.